للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان هذا في المتسبب في لعن الناس لوالديه، فكيف بمن يلعن أبويه بنفسه؟ أو يلعن نفسه بنفسه كلعن هذه المرأة والدي أولادها؟ فإنه أولى بالإثم والذنب وسخط الله ولعنته، وحري به أن ترجع لعنته عليه، ويدل لذلك ما أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من غير منار الأرض (١) » وما روته أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها (٢) » أخرجه أبو داود في (سننه) .

فاللعن محرم ومن أكبر الكبائر، فالمسلم ليس بالسباب ولا


(١) انظر: (صحيح مسلم) بشرح النووي ج ١٣ ص ١٤٢.
(٢) أبو داود ٥ / ٢١٠- ٢١١ برقم (٤٩٠٥) ، وابن أبي الدنيا في (الصمت وآداب اللسان) ص / ٢٠٦ برقم (٣٨١) ، ت: أبو إسحاق الحويني.

<<  <  ج: ص:  >  >>