فجعل يزعجني ويعذبني أشد العذاب حتى كاد يقتلني، فهجرته بديني وأتيت إلى تمل، فهذا الأب هل علي أن أبره؟ وإذا مات هل أقوم بجنازته؟ هل يمكن أن أترك ديني حبا لأبي؟ فهذا هو الداء الذي ألم بي حتى كدت أن أقتل نفسي، والله سبحانه وتعالى أسأل أن يساعدك ويبلغك إلى مقاصدك إنه هو قريب سميع الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج: إذا كان الواقع كما ذكرت فاحمد الله أن هداك للإسلام، واثبت عليه، وتعلم أحكامه، واسلك طريق الحق، ولا تطع أباك فيما يدعوك إليه من الكفر أو معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإرضاء الله باتباع الإسلام أحق من إرضاء والديك باتباع ما هما عليه من الكفر والضلال، ومع ذلك فعليك أن تبر والديك وإن كانا كافرين، وأن تصاحبهما في الدنيا بالمعروف، من نفقة عليهما، وكسوة لهما، والإحسان إليهما، ولين الكلام لهما، والتلطف معهما، ودعوتهما إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وإرشادهما إلى أدلة الحق، عسى الله أن يهديهما إلى الإسلام، ومن أبى منهما أن يسلم فلا مانع من أن تتولى دفنه، وأن تقوم بما يلزم لذلك، دون الصلاة عليه والدعاء له، ودون أن تشارك أهل ملته في بدعهم التي يرتكبونها في تشييع جنائزهم ودفنهم موتاهم، وما يتبع ذلك من المآثم.