السائل يشتغل في هندسة المسجلات والراديوات، قد لا يكون مبررا لاجتنابه والبعد عنه، وإيثار غيره في السكن والارتفاق، في حين أنه أولى بالسائل من غيره. ولا يخفى أن المسجلات والراديوات ليست شرا محضا ولا خيرا محضا، وإنما هي آلات تستعمل للخير المحض وللشر المحض ولهما معا، ويتضح خيرها أو شرها من مستعملها، ونظرا إلى أن اتصال السائل بأخيه وسكنه معه فيه مصلحة التواصل والتقارب والتآلف، وعدم ذلك يورث ضده، وحيث إن المسجلات والراديوات مظنة للخير وللشر، ولا يتحقق شيء من ذلك إلا عن طريق من يستعملها، فلا ينبغي أن تترك مصلحة محققة - وهي الصلة والتقارب - لمفسدة مظنونة - وهي استعمال المسجل والراديو فيما يضر، ثم إن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، وارتكاب أدنى الضررين لتفويت أشرهما، فينبغي للسائل صلة أخيه والقرب منه، وعدم إيثار غيره عليه لما ذكر، مع نصحه بترك هذه المهنة التي هي مظنة الإعانة على الشر، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن منيع ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز