للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يتمنى الموت بشدة منذ زمن طويل، كما يتمنى الماء من في المفازة، وهو يتعاطى أنواعا من الأدوية، لو ترك بعضها لعدة أيام أدى به إلى الهلاك، وبعض الأدوية لو تركها لعدة أشهر لأدى به إلى الهلاك، وهو يستطيع قتل نفسه بعدة طرق، ولكن يخشى عذاب جهنم، فهل يجوز له ترك التداوي، ولا يفعل أي شيء إلا الترك؟

ج: نوصيك بالصبر على هذا البلاء، واحتساب الثواب عليه من الله تعالى، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، فيها بشارة للمؤمن المبتلى إذا هو صبر واحتسب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر (١) » رواه البخاري ومسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (٢) » رواه مسلم.


(١) رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: مالك ٢ / ٩٩٧، وأحمد ٣ / ٩٣، ٩٤، والبخاري ٢ / ١٢٩، ٧ / ١٨٣، ومسلم ٢ / ٧٢٩ برقم (١٠٥٣) ، وأبو داود ٢ / ٢٩٥ برقم (١٦٤٤) ، والترمذي ٤ / ٣٧٤ برقم (٢٠٢٤) ، والنسائي ٥ / ٩٥- ٩٦ برقم (٢٥٨٨) ، والدارمي ١ / ٣٨٧- ٣٨٨.
(٢) صحيح مسلم الزهد والرقائق (٢٩٩٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٦) ، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>