للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء (١) » قال الترمذي: حديث حسن غريب. وثبت في (الصحيحين) من حديث ثابت بن الضحاك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لعن المؤمن كقتله (٢) » .

وعلى ذلك فإنه لا يجوز للمؤمن أن يلعن أحدا من إخوانه المسلمين، إلا من لعنه الله في كتابه أو لعنه رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لعن من ارتكب معصية لمعصيته، كالمرأة غير المتحجبة ونحوها، بل على المسلم أن يقوم بمناصحتها وحثها على التحجب بالأسلوب الطيب والدعوة الحسنة، ومن لعن أحدا لا يستحق اللعن فقد ورد الوعيد الشديد في حقه، وإن اللعنة ترجع إلى قائلها إن لم تجد مساغا، ويدل لذلك ما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا لذلك وإلا رجعت إلى قائلها (٣) » رواه الإمام أحمد في (مسنده) وأبو داود في (سننه) .

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس

بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سنن الترمذي البر والصلة (١٩٧٧) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٠٥) .
(٢) صحيح البخاري الأدب (٦١٠٥) ، صحيح مسلم الإيمان (١١٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٣) ، سنن الدارمي الديات (٢٣٦١) .
(٣) سنن أبو داود الأدب (٤٩٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>