للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهم كثيرا من شباب المسلمين.

ج: إذا كان الواقع كما ذكر من أن التخصص الذي تدرسه موجود في بلدك الإسلامي، وأن الدراسة في الخارج مشتملة على مفاسد كثيرة في الدين والأخلاق وعلى الزوجة والأولاد- فإنه لا يجوز لك السفر لهذه الدراسة؛ لأنها ليست من الضرورات، مع وجودها في بلدك الإسلامي، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في التحذير من الإقامة في بلاد الكفار من غير مسوغ شرعي؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين (١) » ، وغيره من الأحاديث، وما وقع فيه بعض المسلمين من السفر إلى بلاد الكفار من غير ضرورة هو من التساهل الذي لا يجوز في دين الله، وهو من إيثار الدنيا على الآخرة، وقد قال الله جل وعلا: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (٢) {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (٣) وقال سبحانه: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} (٤) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان همه الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب


(١) سنن الترمذي السير (١٦٠٤) ، سنن النسائي القسامة (٤٧٨٠) ، سنن أبو داود الجهاد (٢٦٤٥) .
(٢) سورة الأعلى الآية ١٦
(٣) سورة الأعلى الآية ١٧
(٤) سورة النساء الآية ٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>