للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمل من فضيلتكم التكرم بتوضيح الحكم في قول هذه العبارة، بالتفصيل وبالأدلة الشرعية، ليستفيد الجميع.

ج: ترحيب الإنسان بضيوفه ودعائه لهم بالعبارة المذكورة في السؤال هي مما تعودها بعض الناس، والمحذور فيها إتيانه بالنبي في دعائه أن يحييه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته لا يملك ذلك، والوارد في حقه - صلى الله عليه وسلم - أن الله يرد له روحه عندما يصلى ويسلم عليه فيرد على ذلك، فالتحية لا تكون إلا من قبل الحي لا الميت، ولو اقتصر على قوله: (الله يحييكم) ، أو نحو ذلك مما لا محذور فيه لكان أولى وأسلم، فالله سبحانه حيا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته بالصلاة والسلام عليهم، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} (١) إلى قوله: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (٢) الآية والصلاة من الله على العبد هي: رحمته له وبركته لديه، وثناؤه على العبد عند الملائكة. والسلام هو تحية المؤمنين بينهم في الدنيا، وفي جنته يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وقال ابن كثير في تفسيره: الظاهر أن المراد والله أعلم: تحيتهم أي: من الله تعالى، يوم يلقونه سلام أي: يوم يسلم عليهم، كما قال الله عز وجل: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} (٣) وقال القرطبي: وقيل: هذه التحية من الله تعالى، والمعنى: فيسلمهم من


(١) سورة الأحزاب الآية ٤٣
(٢) سورة الأحزاب الآية ٤٤
(٣) سورة يس الآية ٥٨

<<  <  ج: ص:  >  >>