للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحابة: أنتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا بأنه أخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى وهي: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} (١) {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} (٢) فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون؟ وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟

ج١٠: نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم؛ فضلا منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال، ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إخباره أمته بحديث الذباب وما في جناحيه من الداء والدواء بل أقره فكان صحيحا، وأما ابنا آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لما قتل أحدهما الآخر ظلما وعدوانا بين الله سوء صنيعه بأخيه وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «أن ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل (٣) » .

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سورة عبس الآية ١
(٢) سورة عبس الآية ٢
(٣) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٣٣٦) ، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (١٦٧٧) ، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٣) ، سنن النسائي تحريم الدم (٣٩٨٥) ، سنن ابن ماجه الديات (٢٦١٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>