للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: {فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} (١) وقد وعدتني بنجاة أهلي ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت {أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (٢) {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} (٣) أي الذين وعدتك بإنجائهم؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء من آمن من أهلك بدليل الاستثناء في قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} (٤) ؛ ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} (٥) وبين ذلك بقوله {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} (٦) ؛ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ومخالفته إياه فليس من أهله دينا وإن كان ابنا له من النسب، قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم: (ما زنت امرأة نبي قط) وهذا هو الحق، فإن الله سبحانه أغير من أن يمكن امرأة نبي من الفاحشة؛ ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة وأنكر عليهم ذلك وبرأها مما قالوا فيها وأنزل في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة.

ثالثا: قال الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا} (٧) الآيتين من سورة التحريم بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعا على ما بدر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهرا، وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام


(١) سورة هود الآية ٤٥
(٢) سورة هود الآية ٤٥
(٣) سورة هود الآية ٤٦
(٤) سورة هود الآية ٤٠
(٥) سورة هود الآية ٤٦
(٦) سورة هود الآية ٤٦
(٧) سورة التحريم الآية ١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>