للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبق أن صدر منا فتوى في معنى القدر برقم ٤٠٨٨ هذا نصها ما معنى القدر مع تفصيل شامل؟ (معناه أن الله سبحانه وتعالى علم الأشياء كلها قبل وجودها وكتبها عنده وشاء ما وجد منها وخلق ما أراد خلقه، وهذه هي مراتب القدر الأربع التي يجب الإيمان بها، ولا يكون العبد مؤمنا بالقدر على الكمال حتى يكون مؤمنا بها، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أجاب جبريل لما سأله عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره (١) » رواه مسلم في صحيحه وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث عبادة بن الصامت أنه قال له «إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك (٢) » الحديث، وقد أوضح هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في [العقيدة الواسطية] نوصيك بمراجعتها وحفظها.

وفتوى أخرى في معنى التسيير والتخيير برقم ٤٥١٣ هذا نصها (الإنسان مخير ومسير، أما كونه مخيرا فلأن الله سبحانه أعطاه عقلا وسمعا وبصرا وإرادة فهو يعرف بذلك الخير من الشر والنافع من الضار ويختار ما يناسبه، وبذلك تعلقت به التكاليف من الأمر والنهي واستحق الثواب على طاعة الله ورسوله والعقاب على معصية الله ورسوله وأما كونه مسيرا فلأنه لا يخرج بأفعاله وأقواله


(١) صحيح مسلم الإيمان (٨) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٠) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٥) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٣) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٥٣) .
(٢) سنن الترمذي القدر (٢١٥٥) ، سنن أبو داود السنة (٤٧٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>