للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطبراني في [المعجم الكبير] وأخرجه الإمام مسلم بلفظ: «كل إنسان تلده أمه على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (١) » ، وأخرجه الإمام البخاري بلفظ: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها من جدعاء (٢) » . ومعنى ذلك أن الإنسان مفطور على الإسلام بالقوة لكن لا بد من تعلمه بالفعل، فمن قدر الله كونه من أهل السعادة فيهيئ الله له من يعلمه سبيل الهدى فصار مهيئا بالفعل، ومن خذله وأشقاه سبب له من يغير فطرته ويثني عزيمته كما جاء في تحويل الأبوين لابنهما إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية..

ثانيا: في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها (٣) » .


(١) صحيح البخاري الجنائز (١٣٥٩) ، صحيح مسلم القدر (٢٦٥٨) ، سنن الترمذي القدر (٢١٣٨) ، سنن أبو داود السنة (٤٧١٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣١٥) ، موطأ مالك الجنائز (٥٦٩) .
(٢) صحيح البخاري الجنائز (١٣٥٨) ، صحيح مسلم القدر (٢٦٥٨) ، سنن الترمذي القدر (٢١٣٨) ، سنن أبو داود السنة (٤٧١٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣١٥) ، موطأ مالك الجنائز (٥٦٩) .
(٣) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٢٠٨) ، صحيح مسلم القدر (٢٦٤٣) ، سنن الترمذي القدر (٢١٣٧) ، سنن أبو داود السنة (٤٧٠٨) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٧٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>