للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهما فذلك حسن، قال ابن القيم رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم يحب حسن الصوت بالأذان والقرآن ويستمع إليه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به (١) » متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم (٢) » رواه أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي وابن حبان والحاكم عن البراء، وزاد الحاكم: «فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا (٣) » .

قال بعض أهل العلم: معنى يتغنى بالقرآن: يحسن قراءته ويترنم به ويرفع صوته به، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم: لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا (٤) وأما أداؤهما بالألحان والغناء فذلك غير جائز، قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه [المغني] : (وكره أبو عبد الله القراءة بالألحان وقال: هي بدعة. . .) إلى أن قال:


(١) أحمد (٥ / ٢٧١، ٤٥٠) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (٥٠٢٣، ٥٤٨٢، ٥٥٤٤) ، ومسلم برقم (٧٩٢) ، وأبو داود برقم (١٤٧٣) ، والدارمي برقم (٣٥٠٠) ، وأخرج نحوه ابن ماجه برقم (١٣٣٤) .
(٢) أحمد (٤ / ٢٨٣، ٢٨٥، ٢٩٦، ٣٠٤) ، وأبو داود برقم (١٤٦٨) ، والنسائي في [المجتبى] (٣ / ١٧٩) ، وابن ماجه في السنن برقم (١٣٣٦) ، والحاكم في [المستدرك] (١ / ٥٧٤) ، والدارمي برقم (٣٥٠٣) ، والبيهقي في [السنن الكبرى] (٢ / ٥٣) و (١٠ / ٢٢٩) ، وأبو نعيم في [الحلية] (٥ / ٢٧) و (٧ / ١٣٩) .
(٣) الحاكم (١ / ٥٧٥) ، والدارمي في [السنن] برقم (٣٥٠٤) .
(٤) البخاري [فتح الباري] برقم (٥٠٤٨) ، ومسلم برقم (٧٩٣) ، وانظر [فتح الباري] (٩ / ٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>