ج٩: الراديو: آلة لا حكم لها في نفسها، وإنما الحكم لما يذاع بها، وإن أذيع من الراديو قرآن، أو بيان حق لشرائع الله، أو مواعظ ترقق القلوب، أو أخبار سياسية عادلة يعرف منها الناس أحوال العباد والبلاد؛ ليكونوا على بينة من أمرهم ومما يراد بهم، وليتخذوا لأنفسهم موقفا سليما ناجحا ممن يواليهم ويعاديهم، أو أذيع منه أخبار تجارية يعرف بها الناس ما ينفعهم في حياتهم وفي معاشهم، إلى غير هذا من المصالح -كان السماع خيرا، وقد يكون واجبا أحيانا.
وإن أذيع منه غناء ماجن فيه تخنث أو استهتار، أو أذيع منه أخبار سياسية كاذبة هوجاء، سداها قلب الحقائق والتلبيس على الناس، ولحمتها بهرج للتهريج وإثارة العواطف بقول الزور والإثم والبهتان، إلى مثل هذا من الرذائل - كان ما أذيع باطلا لا يليق بالمسلمين السكوت عنه ولا الاستماع له، اللهم إلا أن يكون من يستمع للأخبار الكاذبة أو الآراء المغرضة والأقوال المنحرفة ممن