للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون فيه من أحد؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس (١) » .

فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين؛ للأحاديث المذكورة وغيرها، ولما هو مشاهد وواقع، وأما الحديث الذي ذكرته (ثلث ما في القبور من العين) فلا نعلم صحته، ولكن ذكر صاحب [نيل الأوطار] أن البزار أخرج بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس (٢) » يعني: بالعين. ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله


(١) الإمام أحمد (٣ / ٣٨٦) ، وابن ماجه (٢ / ١١٦٠) ، ومالك في [الموطأ] (٢ / ٩٣٨، ٩٣٩) ، والحاكم (٤ / ٢١٥) ، وابن حبان [موارد الظمآن] (ص ٣٤٤) .
(٢) [السنة] لابن أبي عاصم (١ / ١٣٦) برقم (٣١١) ، والطيالسي في مسنده (ص ٢٤٢) برقم (١٧٦٠) ، والطحاوي في [مشكل الآثار] (٧ / ٣٣٨) برقم (٢٩٠٠) ، والبزار، بواسطة [تفسير ابن كثير] (٤ / ٤١١) ، وانظر [التاريخ الكبير] للبخاري (٤ / ٣٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>