للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني عليه إلا مخافتك، فغفر له (١) » .

حدثنا موسى، حدثنا معتمر، سمعت أبي، حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم «ذكر رجلا فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالا وولدا- يعني أعطاه- قال: فلما حضر، قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيرا - فسرها قتادة: لم يدخر - وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثم إذا كان ريح عاصف فاذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك، وربي ففعلوا، فقال الله: كن فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فرق منك، فما تلافاه أن رحمه الله (٢) » ، فحدثت أبا عثمان، فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: «فاذروني في البحر (٣) » ، أو كما حدث.

فهذا الرجل حمله خوفه من الله وجهله بعموم قدرة الله على


(١) البخاري [فتح الباري] رقم (٦٤٨٠) ، و [مسلم بشرح النووي] (١٧ / ٧٠) .
(٢) البخاري [فتح الباري] رقم (٦٤٨١، ٧٥٠٨) ، و [مسلم بشرح النووي] (١٧ / ٧٣) .
(٣) البخاري [فتح الباري] رقم (٦٤٨١، ٧٥٠٨) ، و [مسلم بشرح النووي] (١٧ / ٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>