للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله فمن؟ قال: أما هو فقد جاءه والله اليقين، والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي (١) » ، وفي رواية: «والله ما أدري وأنا رسول ما يفعل به (٢) » الحديث، وفي البخاري ومسلم من طريق ابن عباس قال: «سئل رسول الله صلى عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا به عاملين (٣) » . والنصوص من الكتاب والسنة في هذا المعنى كثيرة، وهي صريحة في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب إلا ما أوحى الله به إليه وعلمه إياه.

الأمر الثالث: الرسول صلى الله عليه وسلم كامل القدرة.

الجواب: إن أريد بكمال قدرة الرسول صلى الله عليه وسلم الكمال النسبي بالنظر إلى بني جنسه من البشر فهو مسلم به، وإن أريد به الكمال المطلق فهو باطل، وغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم وتشبيه للمخلوق بالخالق؛ لأن الكمال المطلق في القدرة ونحوها من اختصاص الله جل شأنه، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقدرته محدودة مستمدة من الله وليست له من ذاته؛ ولذا تفاوتت قوة وضعفا في صحته ومرضه، وأمره الله أن يقول للكفار حين طلبوا منه الآيات {إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} (٤)


(١) صحيح البخاري التعبير (٧٠١٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٤٣٦) .
(٢) الإمام أحمد (٦ / ٤٣٦) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (٢٦٨٧، ٣٩٢٩) واللفظ له.
(٣) البخاري [فتح الباري] برقم (١٣٨٣، ١٣٨٤، ٦٥٩٧، ٦٥٩٨، ٦٦٠٠) ، و [مسلم بشرح النووي] (١٦ / ٢٠٩) .
(٤) سورة الأنعام الآية ١٠٩

<<  <  ج: ص:  >  >>