للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النساء فلا يجوز لهن زيارة القبور على الصحيح من قولي العلماء؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج (١) » رواه أصحاب السنن، وله شاهد من حديث أبي هريرة وحسان بن ثابت رضي الله عنهما، ولا تعارض بينه وبين حديث الإذن في الزيارة المتقدم، فإن هذا خاص بالنساء لمجيئه بصيغة جمع المؤنث، وحديث الإذن المتقدم عام شامل للنساء والرجال، بتغليب صيغة الرجال، فحديث لعن زائرات القبور يخصصه فيخرج النساء من الإذن في زيارة القبور.

ثانيا: بكاء النساء بصوت؛ نوع من النياحة، وهي من كبائر الذنوب، سواء كان ذلك على القبور أم لا، وكذلك لطمهن خدودهن، وشقهن ثيابهن، من كبائر الذنوب؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب (٢) » رواه مسلم ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: «ليس منا من لطم الخدود وشق


(١) سنن الترمذي الصلاة (٣٢٠) ، سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٣) ، سنن أبو داود الجنائز (٣٢٣٦) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٣٧) .
(٢) أخرجه أحمد ٥ / ٣٤٢ - ٣٤٣، ومسلم ٢ / ٦٤٤ برقم (٩٣٤) ، وابن ماجه ١ / ٥٠٤ برقم (١٥٨١، ١٥٨٢) ، وعبد الرزاق ٣ / ٥٥٩ برقم (٦٦٨٦) ، وأبو يعلى ٣ / ١٤٨ برقم (١٥٧٧) ، والحاكم ١ / ٣٨٣، والبيهقي ٤ / ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>