للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب مثل الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا لا علينا، فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود (١) » رواه البخاري ومسلم وثبت عن أنس أيضا رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون (٢) » رواه البخاري وهذا ليس توسلا بالجاه والحرمة والحق ونحو ذلك، وإنما هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حياته أن ينزل المطر أو يدفع الضر، وكذا التوسل بدعاء العباس ربه، وعلى هذا يكون هذا التوسل من النوع الأول، ويدل على ذلك عدول عمر والصحابة رضي الله عنهم عن


(١) الإمام أحمد (٣ / ١٠٤، ١٨٧، ١٩٤، ٢٤٥، ٢٦١، ٢٧١) ، والبخاري (١ / ٢٢٤) و (٢ / ١٦، ١٨، ١٩، ٢١، ٢٢) و (٤ / ١٧٣) و (٧ / ٩٥، ١٥٤) ، و [مسلم بشرح النووي] (٦ / ١٩١) ، و [الموطأ] (١ / ١٩١) ، وأبو داود (١ / ٦٩٤) ، والنسائي (٣ / ١٥٩، ١٦٢) ، وابن ماجه (١ / ٤٠٤) .
(٢) صحيح البخاري الجمعة (١٠١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>