للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعب أو الجوع أو العطش وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافرون معه في غزوه في شهر رمضان فمنهم من يصوم ومنهم من يفطر ولم يعب بعضهم على بعض، لكن يتأكد على المسافر الفطر في شهر رمضان إذا شق عليه الصوم؛ لشدة حر أو وعورة مسلك أو بعد شقة وتتابع سير مثلا، فعن أنس: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فصام بعض وأفطر بعض، فتحزم المفطرون وعملوا، وضعف الصائمون عن بعض العمل، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذهب المفطرون اليوم بالأجر (١) » وقد يجب الفطر في السفر لأمر طارئ يوجب ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام قال: فنزلنا منزلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم، فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا، وكانت عزمة فأفطرنا ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر (٢) » رواه مسلم وكما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:


(١) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٨٩٠) ، صحيح مسلم الصيام (١١١٩) ، سنن النسائي الصيام (٢٢٨٣) .
(٢) أخرجه أحمد ٣ / ٣٥- ٣٦، ومسلم ٢ / ٧٨٩ برقم (١١٢٠) ، وأبو داود ٢ / ٧٩٥- ٧٩٦ برقم (٢٤٠٦) ، وابن أبي شيبة ١٢ / ٣٣٠ (ببعضه) ، والبيهقي ٤ / ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>