للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: جبل الرحمة، ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم (١) » ، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكا لهم؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: «وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة (٢) » ولذا قال كثير من العلماء: إن صعود هذا الجبل في الحج على وجه النسك بدعة، منهم الإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ صديق خان، وبهذا يعلم أنه لا ينبغي توسعة هذا الممر، ولا السعي في جعله طريقا مسلوكا لما فيه من تقرير البدعة وتسهيل الطريق لفاعليها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (٣) » ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يصلي نفلا بموقف


(١) سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٦٢) .
(٢) أخرجه مالك في الموطأ ١ / ٣٨٨ (بلاغا) ، وأحمد ١ / ٧٢، ٧٥، ٧٦، ٨١، ٣ / ٣٢١، ٣٢٦، ٤ / ٨٢، ومسلم ٢ / ٨٩٣ برقم (١٢١٨) ، وأبو داود ٢ / ٤٦٥، ٤٧٨، برقم (١٩٠٧، ١٩٣٦) ، والترمذي ٣ / ٢٣٢ برقم (٨٨٥) ، وابن ماجه ٢ / ١٠٠١، ١٠١٣ برقم (٣٠١٠، ٣٠٤٨) ، والدارمي ٢ / ٥٧، وابن خزيمة ٤ / ٢٥٤ برقم (٢٨١٥، ٢٨١٦) ، والحاكم ١ / ٤٦٢، وابن الجارود ٢ / ٩٧ برقم (٤٧١) ، والبيهقي ٥ / ١١٥، ٢٣٩.
(٣) صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>