للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السؤال السادس من الفتوى رقم (٧١٥٠)

س٦: ما هي شروط الهجرة في الإسلام، وما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: «عبادة في الهرج كهجرة إلي» ؟

ج٦: الهجرة هي: الخروج من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، وهي واجبة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} (١) إلى قوله: {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (٢) قال ابن كثير على هذه الآية: هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة، وليس متمكنا من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه، مرتكب حراما بالإجماع ا. هـ (٣) .

أما قوله صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الهرج كهجرة إلي (٤) » فهو يدل على فضل العبادة لله وحده في أوقات الفتن والقتال، وأنها في الفضل كهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم لما كان المسلمون يهاجرون إليه في المدينة من بلاد الكفر مكة قبل الفتح، وليس في ذلك دلالة على إسقاط الهجرة عمن تمكن منها إذا كان في بلد الكفر، ولا يستطيع


(١) سورة النساء الآية ٩٧
(٢) سورة النساء الآية ٩٧
(٣) تفسير ابن كثير، ج١ ص٥٤١.
(٤) أخرجه أحمد ٥ / ٢٥، ٢٧، ومسلم ٤ / ٢٢٦٨ برقم (٢٩٤٨) ، والترمذي ٤ / ٤٨٩ برقم (٢٢٠١) ، وابن ماجه ٢ / ١٣١٩ برقم (٣٩٨٥) ، وابن أبي شيبة ١٥ / ٧٢، والطبراني في الكبير ٢ / ٢١٢، ٢١٣ برقم (٤٨٨ - ٤٩٤) ، وفي الصغير ٢ / ٥٨، وابن حبان ١٣ / ٣٨٩ برقم (٥٩٥٧) ، والخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>