للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فيصعد إلى ربه فيسأله التخفيف. ومنها ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي (١) » ، وثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء (٢) » ، وفي صحيح ابن خزيمة وسنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العرش فوق الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه» ، وفي صحيح مسلم وغيره في قصة الجارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم لها: «"أين الله؟ " قالت: في السماء، قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة (٣) » . وعلى هذه العقيدة النقية درج المسلمون: الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان إلى يومنا هذا والحمد لله. ولعظم هذه المسألة وكثرة دلائلها التي تزيد على ألف دليل أفردها أهل العلم بالتصنيف، كالحافظ أبي عبد الله الذهبي في كتابه: (العلو للعلي الغفار) ، والحافظ ابن القيم في كتابه: (اجتماع الجيوش الإسلامية) . ٦- أنهم يتكلمون في بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يليق (٤) .


(١) صحيح البخاري بدء الخلق (٣١٩٤) ، صحيح مسلم التوبة (٢٧٥١) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٥٤٣) ، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٩٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٩٧) .
(٢) صحيح البخاري المغازي (٤٣٥١) ، صحيح مسلم الزكاة (١٠٦٤) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٧٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٥) .
(٣) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٧) ، سنن النسائي السهو (١٢١٨) ، سنن أبو داود الصلاة (٩٣٠) .
(٤) انظر مثلا: (صريح البيان) للحبشي، من ص: ٨٦ إلى ص: ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>