للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم، «أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل (١) » ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات، وأخبره به عند الحاجة. كما أن الله سبحانه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه مغفور له في سورة الفتح. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن مالك في الجنة - وهو ابن أبي وقاص - وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة (٢) » رضي الله عنهم جميعا، وهذا كله من علم الغيب الذي أطلع الله نبيه عليه.

رابعا: وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه نور من نور الله، إن أريد به أنه نور ذاتي من نور الله فهو مخالف للقرآن الدال على بشريته، وإن أريد بأنه نور باعتبار ما جاء به من الوحي الذي صار سببا لهداية من


(١) البخاري (١ / ١٨) .
(٢) رواه الإمام أحمد من حديث سعيد بن زيد (١ / ١٨٧، ١٨٨) ، وأبو داود (٥ / ٣٧، ٣٨، ٣٩) ، والترمذي (٥ / ٦٥١) ، وابن ماجه (١ / ٤٩) ، ولم يذكر أبا عبيدة، كما رواه الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف (١ / ١٩٣) ، وذكر أبا عبيدة ولم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>