للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال: هو عالم فهو جاهل، ومن قال هو في الجنة فهو في النار) ورجاله ثقات، ورواه ابن مردويه من طريق موسى بن عبيدة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن عمر أنه قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، فمن قال: إنه مؤمن فهو كافر، ومن قال: هو عالم فهو جاهل، ومن قال: هو في الجنة فهو في النار) وفي سنده موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وهو ضعيف؛ قال فيه الإمام أحمد: لا تحل الرواية عنه، وقال مرة: منكر الحديث، وضعفه يحيى بن معين وابن المديني. انتهى كلام ابن كثير (١) .

وفي رواية أحمد المذكورة انقطاع؛ لأن نعيما لم يسمع من عمر رضي الله عنه، والمراد بالأثر المذكور لو صح: كلام من يقول ذلك على سبيل ثناء الإنسان على نفسه وفخره بعمله مع ما في قول الإنسان (أنا من أهل الجنة) من الخرص والتهجم على علم الغيب، وقد قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (٢) وقال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (٣) {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (٤)


(١) [تفسير ابن كثير] (١ / ٥١٣) ، وانظر [المقاصد] للسخاوي (٦٦٣) ، و [مجمع الزوائد] للهيثمي (١ / ١٨٦) .
(٢) سورة النمل الآية ٦٥
(٣) سورة الجن الآية ٢٦
(٤) سورة الجن الآية ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>