للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [الله أعلم بما كانوا عاملين به] قالوا معناه (١) أنهم يجاوزن على حسب أعمالهم لو قدروا أحياء، ظاهر العبارة يأبى عنه لأنه لو كان المراد ذلك لقال الله أعلم بحالهم بل المعنى أنهم إذا ولدوا على الفطرة كان حالهم هو الإسلام ما لم يعترض عليه عارض، والله أعلم بما كانوا به عاملين (٢) لو حيوا لكنهم لم يستبقوا حتى يعتري عليهم عارض ينافي الفطرة، فهذا الحديث على هذا التقرير يوافق ما ورد من أن أطفال المشركين يكونون في الجنة قوله [وفي يده كتابان] الظاهر أنهما لم يكونا بحسيين (٣) لهم، وإن كانا في يديه صلى الله عليه وسلم حقيقة، ويمكن أن يقال بمحسوسيتهما لهم لكنه بعيد في الجملة.

قوله [أجرب الحشفة] تخصيصها بالذكر لما أن بداية الجرب تكون منه.


(١) يعني الله أعلم بما كانوا سيعملون لو أحياهم الله عز وجل، هذا هو المشهور في معناه وعلى هذا قالوا إن هذا قاله صلى الله عليه وسلم قبل أن نزل عليه فيها شيء، والخلاف في ذراري المشركين شهير، وللعلماء فيها عشرة أقوال بسطت في الأوجز.
(٢) ومفاد تقرير الشيخ ههنا بظاهره يخالف مؤدي الإرشاد الرضى، ولفظه هكذا، بلكه مطلب حديث كايه هي كه الله جاننا هي كه كس كي ساته عامل هي، أور يه كنايه أن كي جنتي هو ني سي هي كيونكه ظاهر هي كه وه اس حالت مين ملت إسلام بر تهي، أور مولود على الإيمان هوني انتهى، ويمكن تأويله إلى كلام الإرشاد الرضى كما لا يخفى.
(٣) وقال القارئ: الظاهر من الإشارة أنهما حسيان، وقيل: تمثيل واستحضار للمعنى الدقيق الخفي في مشاهدة السامع حتى كأنه ينظر إليه انتهى، قلت: ولا تنافي في كونهما حسيين وكونهما غير محسوسين لهم، والظاهر من السباق كما أفاده الوالد المرحوم عند الدرس أنهما كانا على سبيل التمثال أي فوتو.

<<  <  ج: ص:  >  >>