للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخسوف (١) الثلاثة آية واحدة. والدابة المذكورة فيها (٢) هي دابة تخرج من جبل الصفا في إحدى يديه عصا موسى، وفي الأخرى خاتم سليمان على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، فيختم على ناصية كل كافر ويخط على ناصية كل مؤمن يعلمان به لكل راء لا يمكن أن ينقلب منها أحد، والنار التي ذكرت ههنا هي نار تسوق الناس إلى أرض الشام، ومنها يقومون يوم ينفخ في الصور.

قوله [والعاشرة إلخ] كونها عاشرة على معنى أنها كانت في تعداد النبي صلى الله عليه وسلم عاشرة (٣)، وأما أن العشرة قد تمت في هذه الرواية فليس بمراد أصلاً.

قوله [إما ريح تطرحهم في البحر] هذه الريح (٤) تطرح طائفة من الناس مخصوصة


(١) اختلفوا في أنها وقعت أو لم تقع بعد، ومال صاحب الإشاعة إلى الأول إذ قال: وقد وقعت الخسوفات الثلاثة فذكر الخسوفات العديدة الهائلة منها خسف ثلاثة عشر قرية بالمغرب سنة ٢٠٨ هـ وخسف عدة أماكن بغرناطه في شعبان سنة ٨٣٤ هـ وخسف مائة وخمسين قرية من قرى الري سنة ٣٤٦ هـ وغير ذلك، ومال مولانا الشاه رفيع الدين في رسالته في أشراط الساعة إلى أنها تكون بعد وفات عيسى على نبينا وعليه الصلاة.
(٢) عظيمة لها عنق طويل يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب، ولها وجه كالإنسان ومنقار كالطير، ولها أربع قوائم، وفي حاشية ابن ماجة عن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة والمشهور الأول، وعن علي رضي الله عنه وقد سئل أن ناسًا يزعمون أنك دابة الأرض، فقال: والله إن لدابة الأرض ريشًا وزغبًا ومالي ريش ولا زغب، وإن لها حافرًا ومالي حافر، كذا في الإشاعة ودور السيوطي.
(٣) ويدل على ذلك رواية أبي داؤد: آخر ذلك تخرج نار من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
(٤) قال صاحب الإشاعة: الظاهر أن هذه غير الريح التي تلقي يأجوج مأجوج في البحر، وأن هذه تكون عند خروج النار التي تخرج من قعر عدن، ويحتمل أن تكون إياها، انتهى. وقال القارئ بعد ذكر رواية النار تسوق الناس إلى المحشر، وفي رواية ريح تلقي الناس في البحر: لعل الجمع بينهما أن المراد بالناس الكفار، وأن نارهم تكون منضمة إلى ريح شديدة الجري سريعة التأثير في إلقائها إياهم في البحر، وهو موضع حشر الكفار أو مستقر الفجار، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>