للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخروج نفس عيسى عليه السلام ووصوله إليه، وكذلك ما ورد في الحديث الآتي بعد ذلك أنه يطعنه فإنه مجرد استيقان لموته ودفع لما عيسى أن يتوهم أنه حي بعد. قوله [ويمر أولهم] أي أول (١) صفوفهم. قوله [لقد كان بهذه مرة ماء] بيان لاستشفافهم الماء في الشرب حتى لم يبق منه إلا مجرد أثر.

قوله [ويحاصر عيسى بن مريم إلخ] أي يبقون في الحصن والحصار الذي على الطور، لا أن (٢) يأجوج ومأجوج يحاصرونهم فإن الله يغطي (٣) أعينهم عنهم، فلا يفوزون ولا يصلون إلى حيث مستقرهم حتى يعلموا بحالهم. قوله [حتى يكون رأس (٤) الثور إلخ] خصه بالذكر لما فيه من العظام الكثيرة، وما فيه من اللحم يتحصل بشق من الأنفس، ومع ذلك فلا يدفع من الاشتهاء إلا يسيرًا لقلة اللحمية فيه وللاكتناز (٥)، وبذلك يعلم مقدار احتياجهم إلى ما يوكل، فإن رأس الثور لما كان خيرًا لهم من مائة دينار وقد علمت ما في رأس الثور من الصفات فما بال اللحم والأطعمة الأخرى، والله أعلم.


(١) ولفظ المشكاة عن مسلم ويمر أوائلهم على بحيرة طبرية، قال القارئ: بالإضافة وبحيرة تصغير بحرة وهي ماء مجتمع بالشام طوله عشرة أميال وطبرية بفتحتين اسم موضع وهي قصبة الأردن بالشام، انتهى.
(٢) ويؤيد ذلك لفظ المشكاة عن مسلم ويحصر نبي الله وأصحابه، قال القارئ: بصيغة المفعول أي يحبس في جبل الطور، انتهى.
(٣) كما يدل عليه لفظهم في هذا الحديث: لقد قتلنا من في الأرض فهلم فلنقتل من في السماء، انتهى.
(٤) قال القارئ: أي يصير من شدة المحاصرة والمضايقة رأس البقر مع كمال رخصه في تلك الديار خيرًا من مائة الدينار، قال التور بشتى: أي تبلغ بهم الفاقة إلى هذا الحد، وإنما ذكر رأس الثور ليقاس البقية عليه في القيمة.
(٥) أي لاجتماع لحمه وصلابته، قال المجد: اكتنز اجتمع وامتلأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>