للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [يرى أن بي الجنون] فيضع (١) وكانوا يعالجون بذلك مجانينهم.

قوله [فخرجت ألقى (٢) رسول الله صلى الله عليه وسلم] لم يذكر الجوع مع أنه كان جائعًا أيضًا، ولعل جوعه قد صار (٣) منسيًا برؤية جماله صلى الله عليه وسلم، أو لم يذكره لما علم أنه صلى الله عليه وسلم يتأذى لما وقف على تكليفه (٤) وليس معه صلى الله عليه وسلم شيء يشبعه ويطعمه، وبذلك (٥) يعلم تفرقة ما بين الشيخين.


(١) قال القاري: يضع رجله على عنقي أي ليسن اضطرابي وقلقي، وقال المناوي: كانت تلك عادتهم بالمجنون حتى يفيق، انتهى.
(٢) قال القاري في شرح الشمائل: أي أريد اللقاء والنظر والتسليم عليه، وفيه إثبات نيات متعددة في فعل واحد، وقال المناوي: فأدى جوعه بألطف وجه، وكأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أدرك بنور النبوة أن الصديق يريد لقاءه في تلك الساعة، وخرج أبو بكر لما ظهر عليه بنور الولاية أنه صلى الله عليه وسلم لا يحتجب منه في تلك الساعة، انتهى. وعلى هذا فما وقع في بعض الروايات من ذكر الجوع في كلامه يحمل على قضية أخرى، انتهى.
(٣) ولا استبعاد في ذلك فقد قال الشاعر الهندي: (صـ ٢٥٧ كلام هندي)
(٤) قال الراغب: صارت الكلفة في التعارف اسمًا للمشقة، والتكلف اسم لما يفعل بمشقة، إلى آخر ما بسطه، فالظاهر أن المصدر في كلام الشيخ بمعنى المجهول.
(٥) أما في الصورة الأولى يعني إذا صار جوعه منسيًا فظاهر، لأنه يدل على كمال عشقه بمالك أزمة الحسن والجمال الظاهري والباطني، وأما في الصورة الثانية فكذلك أيضًا إذ رجح احتمال تأذيه صلى الله عليه وسلم على إظهار تكليفه، بخلاف الفاروق الأعظم إذ أظهر جوعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>