للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوع النقص ثمة وإن قل، بل المراد عدم النقص أصلاً بناء على ما هو العادة أن أرباب العرف لا يعدون ذلك النقص في البحر في شيء من مراتب النقصان، وإلا فليس ثمة نقصان وإن قل. قوله [لو لم أسمعه إلا مرة إلخ] جزاؤه «لما حدثتكموه» محذوف. قوله [إن الله قد غفر الكفل (١) إلخ] ومن ها هنا يعلم أن القتل في بني إسرائيل لم يكن توبة كل جناية، بل لجنايات معينة كالإشراك بالله.

قوله [أحدهما عن نفسه] وإن كان استنبطه من كلامه صلى الله عليه وسلم، والغرض من ذلك بيان إسراع المؤمن في التوبة لأجل أنه يستعظم الذنب فيخاف منه ما لا يخاف المنافق. قوله [أرجع إل مكاني الذي أضللتها فيه] وذلك لأن الإبل عادته أن يجلس في الموضع الذي جلس فيه مرة، فظن الرجل أن راحلتي لعلها أن تعود فتجلس حيث كنت أجلستها أولاً. قوله [كل ابن آدم خطاء (٢)] أي خطاء تنافي


(١) والكفل اسم الرجل كما في جمع الفوائد برواية رزين عن ابن عمر رضي الله عنه رفعه: كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكفل، وكان لا ينزع عن شيء، الحديث، وما أفاده الشيخ من القتل في بني إسرائيل توبة لهم ذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} قال السيوطي في الجلالين: كقتل النفس في التوبة وقطع أثر النجاسة، انتهى.
(٢) قال القاري: أي كثير الخطاء، أفرد نظرًا إلى لفظ الكل، وفي رواية خطاؤن نظرًا إلى المعنى، قيل: أراد الكل من حيث هو كل، أو كل واحد، وأما الأنبياء صلوات الله عليهم فأما مخصوصون عن ذلك، وإما أنهم أصحاب صغائر، والأول أولى، أو يقال: الزلات المنقولة عن بعضهم محمولة على الخطاء والنسيان، انتهى. قلت: والأوجه ما أفاده الشيخ، وما بعد خطأ في حقهم لا يجب أن يكون خطأ في حقنا، فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ولذا قالوا في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: إنه ليغان على قلبي: إنه وإن لم يكن ذنبًا لكنه بالنسبة إلى سائر أحواله العالية هبوط ونزول فناسبه الاستغفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>