للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إما لأن شيئًا منها ليس بتحديد، أو لاختلاف أحوال الكافرين في ذلك. قوله [كعكر (١) الزيت] ويكون أسود. قوله [فروة وجهه] هي ما (٢) على الناصية من الجلد وتكون صعبة الانفصال مما اتصلت به. قوله [وهو الصهر] أي وهو الذي قال الله تعالى في كتابه {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} قوله [فروة رأسه] هي التي عبر عنها بفروة الوجه في الحديث المتقدم.

قوله [لسرادق (٣) النار أربعة جدر] لتجتمع حرارتها فتشتد. قوله [غساق] أي الصديد. قوله [الزقوم] سينده. قوله [من ضريع] هو (٤)


(١) قال القاري: بفتح العين والكاف أي درديه. وقال الطيبي: أي الدرن منه، وأغرب الشارح إذ فسر المهل بالصديد، انتهى. وفي الجلالين: قوله كالمهل أي كدردي الزيت الأسود، انتهى. قال صاحب الجمل: وله معان غير هذا، منها الصديد، والقيح، والنحاس المذاب، وغير ذلك.
(٢) وقال القاري: الأصل فيه فروة الرأس وهي جلدته بما عليها من الشعر، فاستعارها من الرأس للوجه، انتهى.
(٣) قال القاري: بكسر اللام وضم السين وجر القاف، وفي نسخة بالفتح والرفع. قال الطيبي: روى بفتح اللام على أنه مبتدأ وكسرها على أنه خبر وهذا أظهر وفي النهاية: السرادق كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء، قال: وهو إشارة إلى قوله تعالى {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} إلى آخر ما بسطه القاري.
(٤) قال القاري: هو نبت بالحجاز له شوك لا تقربه دابة لخبثه ولو أكلت ماتت، انتهى. وقال صاحب الجلالين: نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه. قال مجاهد: هو نبت ذو شوك لاطئي بالأرض تسمية قريش الشبرق، فإذا هاج سموه الضريع وهو أخبث طعام، وقال بعض المشركين: إنا إبلنا لتمسن على الضريع وكذبوا في ذلك فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطبًا ويسمى شبرقًا، فإذا يبس لا يأكله شيء، وعلى تقدير أن يصدقوا، فيكون المعنى أن طعامكم من ضريع ليس من جنس ضريعكم، إنما هو ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع، فإن قيل: كيف قال {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} وفي «الحاقة» {وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} أجيب بأن العذاب ألوان والمعذبون طبقات، فمنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع، {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}، هكذا في الجمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>