للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عباده ودفع أنواع المفاسد عن بلاده، وهو أن عادة الله جارية بأن الخلق تتبع حسن الفعال وإن لم يكن فقيهًا، وكذلك كثيرًا ما يرجعهم إليه المقرر واللسن وإن لم يكن متورعًا متصفًا بحسن السمت، وأما إذا جمع المرأ هذين الوصفين فهو غاية في كونه مرجعًا للأنام ومعتقدًا للخواص والعوام، فأما إذا فقه ولم يتورع ولم يجتهد في الطاعة فأكثر الناس يعرضون عنه، ويقولون فلان ليس بشيء، أما ترى أنه يرتكب كذا وكذا من المعاصي، وكذلك إذا تورع واجتهد في إتيان العبادات والحسنات واجتناب المعاصي والسيئات، فإنهم إذا لم يكن مع ذلك فقيهًا يقولون فيه: إنما هو جاهل مطلق لاحظ له من العلم، أفترى أنه يصل إلى مقام، وإنه لا يحسن مسألة عن الزكاة، ما هو إلا مدحرة الشيطان، لا يعتمد بصلاته ولا بصيامه، ولا بركوعه وسجوده وقيامه، إلى غير ذلك، فلذلك لم يوفق الله لهذين منافقًا.

قوله [والآخر عالم (١)] أي ليس يشتغل بنوافل الصيام والصلاة وإنما


(١) حكى صاحب المجمع عن الشيخ على المتقي: اتفق المحققون على أن أفضل الأعمال ما ينفع بعد موته، كالباقيات الصالحات الوارد في الكتاب العزيز، والسبعة الواردة في الحديث من تعليم، وإجراء نهر، وحفر بئر، وغرس نخل، وبناء مسجد، وترك مصحف أو ولد، قال: ونشر العلم أفضلها فإنه أبقى، إذ مثل النخل والبئر ينمحي بعد مدة، والعلم يبقى أثره إلى يوم الدين، قال: وله أسباب كتدريس، ووقف كتاب وإعارته، وإعطاء كاغذ، أو مداد، أو قلم، والعمدة فيه تعليم

<<  <  ج: ص:  >  >>