والصغائر حتى حقوق العباد أيضًا كالحج، واستدلوا على ما ذهبوا إليه برواية ابن ماجة (١)
(١) ولفظها: حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي، ثنا عبد القاهر بن السري السلمي، ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرادس السلمي، أن أباه أخبره عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة، فأجيب أني قد غفرت لهم ما خلا الظالم، فأني آخذ للمظلوم منه، قال: أي رب إن شئت أعطيت المظلوم الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء، فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: تبسم، فقال أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك؟ أضحك الله سنك، قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي، أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه، انتهى بلفظه. وفي القول المسدد: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند له: ثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي، ثنا عبد القاهر بن السري، إلى آخر ما تقدم عن ابن ماجة، ثم قال: وحديث العباس هذا قد أخرجه أبو داؤد (أي مختصرًا قصة الضحك فقط) فقال: حدثنا عيسى بن إبراهيم وسمعته من أبي الوليد، وأنا لحديث عيسى أحفظ، قالا: أخبرنا عبد القاهر بن السري -يعني السلمي- ثنا ابن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر وعمر: أضحك الله سنك، وساق الحديث، انتهى كلام أبي داؤد، ولم يذكر في الباب غيره وسكت عليه فهو صالح عنده، وأخرجه أيضًا الطبراني من طريق أبي الوليد وعيسى ابن إبراهيم جميعًا بتمامه، وأخرجه أيضًا من طريق أيوب بن محمد (أي بسند ابن ماجة).