قوله] كان النبي صلى الله عليه وسلم إلخ] أورد الحديث (١) لحبه الجهر والتبليغ على
(١) يعني أورد المصنف الحديث في باب كيفية القراءة لما أن الحديث متضمن لجهر القراءة لتبليغ كلام ربه عز أسمه، والمراد بالعرض ما وقع له صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، فقد ذكر ابن إسحاق وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد موت أبى طالب قد خرج إلى ثقيف بالطائف يدعوهم إلى نصره، فلما امتنعوا منه رجع إلى مكة، فكان يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج، وذكر بأسانيد متفرقة أنه أتى كندة، وبني كعب، وبني حذيفة، وبني عامر بن صعصعة وغيرهم، فلم يجيه أحد منهم إلى ما سأل، وقال موسى ابن عقبة عن الزهري: فكان في تلك السنين أي التي قبل الهجرة يعرض نفسه على القبائل ويكلم كل شريف قوم، لا يسألهم إلا أن يؤووه ويمنعوه، يقول: لا أكره أحداً منكم على شيء، بل أريد أن تمنعوا من يؤذيني حتى أبلغ رسالة ربي، فلا يقبله أحد بل يقولون: قوم الرجل أعلم به، وأخرج البيهقي من حديث ريحة بن عباد قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسوق ذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله عز وجل، وروى أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على الناس بالموسم، فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فان قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي فأتاه رجل من همدان فأجابه، ثم خشى أن لا يتبعه قومه فجاء إليه فقال: آتى قومي فأخبرهم ثم أتيك من العام المقبل قال: نعم، فانطلق الرجل وجاء وفد الأنصار في رجب، إلى آخر ما بسطه الحافظ في التح.