للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس، والموقف حيث يجتمع الأقوام وتقف الرجال. قوله [عن ذكرى ومسألتي] والمسألة وإن كان ذكراً إلا أنه (١) مخالط بغرضه فالمعنى أن الذاكر لله بمحض استحقاقه الذاتي لا لغرض ديني أو دنيوي من رغبة الجنان أو رهبة التيران أفضل (٢) ممن ذكره عز وجل لذلك وأمثاله، فالقراءة الخالصة عن شوائب الأغراض، والعبادة الخالية عن سائل الأغراض أفضل من طاعة ليست كذلك، والله الذي يهدي عباده إلى ذلك.


(١) الضمير إلى الذكر أو إلى المسألة بتأويل المصدر.
(٢) فقد روى عن على رضي الله تعالى عنه أن قوما عبدوا رغبة فتلك عبادة التجار، وأن قوماً عبدوا رهبة قتلك عبادة للعبيد، وأن قوماً عبدوا شكراً فتلك عبادة الأحرار، هذا وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تورمت قدماه، فقيل له: لم تضع هذا؟ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، ولا يذهب عليك أن حديث الباب أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقبه أهل النقد، والبسط في التعقبات للسيوطي وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>