للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقط، وكانت هذه طريقة القدماء (١) وهي أسلم الطرق، ثم إن المخالفين لما طعنوا فيه، وقالوا: باشتمال كتابه تعالى على ما ليس له معانَ محصلة بين المتأخرون (٢) لها تأويلات لا على تعيين مراده سبحانه وتعالى بها هذه، بل بمعنى أنه يمكن أن يراد ذلك وهذا ليس بمنهى عنه، وأما ما يقال من أنها إذا حملت على هذه التأويلات الصحيحة في أنفسها لمطابقة الأصول الشرعية لم تبق من المتشابهات بل صارت محكمات، فهو جار في أمثال وجه الله، ويد الله، ووجهة، وأما في


(١) يعني عدم ابتغاء تأويله مع الإيمان بأحقية ما أراد الله به.
(٢) ففي هامش نور الأنوار: اعلم أن المتأخرين لما عاينوا فساد الزمان لحمل بعض الملاحدة آيات الصفات على ظاهر معانيها التي يلزم منها الجهة والمكان أفتوا بجواز تأويلاتها، فقالوا: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} أي قدرة الله فوق قدرته، {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ} أي ذات الله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} أي استولى، وقس على هذا، هذا ملخص ما في التفسير الأحمدي، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>