للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [رجل منا له صلاح] مقولة قتادة بن النعمان يزكيه بها (١).

قوله [قالوا: إليك عنا] أي قال بنو أبيرق: أنت لست فيما هنالك، ومن يسميك ونحن لا نظن بك ذلك، فكيف أن نقوله.

قوله [فلما نزل القرآن أتى] على رنة المجهول. قوله [وكنت أرى إسلامه مدخولا] الفعل مجهول والمدخول أراد به ما دخل فيه الضعف والنفاق، وكان ظنه ذلك لقلة حضوره عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان عدم حضوره لكبر سنه (٢) ولضعف بصره، إلا أنه لما تصدق بالسلاح في سبيل الله شكراً لما أولاه الله من البراءة عن العيب والكذب وذهب عن سخط النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلم قوة إسلامه.

قوله [على سلافه] وكانت (٣) مشركة، وإنما لم يقطع لأن السارق


(١) أي يزكى لبيدآ بذلك يعني رموا بالسرقة لبيدآ، وهو رجل من قومنا من أهل صلاح وإسلام، ولفظ السيوطي في الدر برواية ابن سعد: فأتى قتادة بن النعمان النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بذلك، فدعا بشيراً فسأله فأنكر، ورمى بذلك لبيد بن سهل رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد، الحديث,
(٢) كما يدل عليه لفظ عشى أو عسى، وهو بالشك في النسخ التي بأيدينا من الترمذي، وكذا في جمع الفوائد، وتيسير الوصول، وفي آخرة عسى بالمهملة كبر وأسن، وبالمعجمة قل بصره وضعف، انتهى.
(٣) كما يدل عليه سياق الحديث بلفظ: الحق بالمشركين، فنزل على سلافه بنت سعد، وفي الدر برواية ابن سعد: فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتداً كافراً، فنزل على سلافه بنت سعد، بن الشهيد فجعل يقع في النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزل القرآن فيه وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع وكان ذلك في شهر ربيع (كذا في الأصل) سنة أربع من الهجرة، انتهى. وفي أسد الغابة: بشير بضم الباء وفتح الشين المعجمة، كان شاعراً منافقاً يهجو أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسرق من رفاعة بن زيد درعه، ثم ارتد في شهر ربيع الأول سنة أربع من الهجرة، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>