شئتم وترحتم بما شئتم، وجعلتم ما قصدته أهواؤكم سروراً، وآخر مما لم ترضوه ويلا على أنفسكم وثبوراً، وأما نحن (١) فليس لنا من الأمر شئ إلا ما قضى الله لنا، فنسر بما عينه لنا للمسرة فيه، وليس ترضى من الأمر إلا ما يرتضيه، فأنه تعالى وتبارك أنزل هذه الآية يوم عيدين فلم يحوجنا إلى أن نعين لها يوم عيد، ولو لم يفعل ذلك لما عيدنا لهما أيضاً، فإنما نحن مطيعوه وعبيده وليس لنا التعييد إلا عبده فرماهم عمر رضي الله عنه بالزندقة والفسق. قوله [الليل والنهار] مرفوعان على الفاعلية لقوله: لا يغيض، أو منصوبان على الظرفية والفاعل إما ما يفهم من
(١) يعني ليس سبب ذلك أنا أهملناها، كلا بل م خفى علينا زمان نزولها، ولا مكان نزولها، وضبطنا جميع ما يتعلق بها حتى صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وموضعه في زمان النزول، وهو كونه -صلى الله عليه وسلم- قائماً حينئذ، كما ذكره العيني ومع ذلك لم نبتدع تعييد يوم النزول لعدم الأمر بذلك.