للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر كون ذلك بعد الطلوع واستقرار كل امرئ على ما قدر له، بقى الدجال فان التوبة مقبولة بعد خروجه فلا يصح كون كل من الثلاثة مانعاً قبول التوبة، والتوجيه (١) أن المرأ بعد خروجه لا يوفق لها فنفى القبول صادق بارتفاع التوبة رأساً أو بوقوعها وعدم قبولها والله أعلم. قوله [فاكتبوها له بعشر أمثالها] ولعل العشر وراء الواحدة التي كتبت عند العزم ولا مانع منه وفضل الله أوسع. سورة الأعراف قوله: [قال حماد: هكذا] أي أشار إلى الأرض كا (٢) للشيء إلى تحت.


(١) يأبى عن هذا التوجيه ما تظافرت عليه الروايات من أن نزول عيسى عليه السلام بعد خروج الدجال، وهو لا يقبل إلا الإسلام، وكذا يبعد ما حكى الحافظ عن البيهقي من توجيه الحديث بأنه لا ينفع إيمان من آمن بعيسى عند مشادة الدجال، وينفعه بعد انقراضه، وذلك لأنه يأبى عنه ما ورد أن الدين في زمان عيسى يكون كله الله، فلا يصح التوجيه إلا ما تقدم في كلام الشيخ، قال القاري: فيه تغليب والمراد هذه الثلاثة بآسرها، قلت: وكذلك جزم عامة شراح الحديث والمفسرين بأن العبرة في عدم قبول التوبة والإيمان للطلوع.
(٢) بياض في الأصل بين (كا) وبين للشئ ولم أتحصل غرض الشيخ، وما حمل عليه أهل التفسير أثر هذا على قلة الظهور، ففي الخازن: قال السدى: ما تجلى إلا قدر الخنصر يدل عليه ما روى ثابت عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية وقال: هكذا ووضع الاتهام على المفصل الأعلى من الخنصر فساخ الجبل، انتهى. وحكى السيوطي في الدر عن جماعة من طرق عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} قال: هكذا وأشار بإصبعية، ووضع طرف إيهامه على أنملة الخنصر، وفي لفظ: على المفصل الأعلى من الخنصر، فساخ الجبل وخر موسى صعقاً، وفي لفظ: فساخ الجبل في الأرض، فهو يهوى فيها إلى يوم القيامة، وأخرج أبو الشيخ وغيره عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أظهر مقدار هذا ووضع الإبهام على خنصر الأصبع الصغرى، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>