للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [فاستخرج منه ذرية] أي على الترتيب كلا من أبيه (١)، وقوله في الجواب: [إذا خلق العبد للجنة] يعنى أن العمل بتقديره تعالى كما أن السعادة والشقاه بتقديره أيضاً فلا تكاسلوا وسددوا وقاربوا، فإن العمل بعمل أهل الجنة دليل كونه منهم، كما أن العمل بعمل أهل النار دليل كونه منهم، أجارنا الله منه.

قوله [فأعجبه ويص ما بين عينيه] وهذا لا يستلزم كون ويصه خيراً من كل من حضر هناك، فان إعجاب المرء بشئ لا يقتضى كونه أفضل من كل ما سواه، قوله [فجعد آدم] ليس بمعنى الإنكار (٢) مع علم، وإنما هو الإنكار فحسب، ثم لما كان منشأة النسيان أفرده، والخطأ هو أكل الشجرة وغلب في ذريته في كل منهم ما ناسبه من الثلاثة.


(١) وبذلك جزم عامة المفسرين، ففي الجلالين: أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم نسلا بعد نسل، كنحو ما يتوالدون كالذر، انتهى. وهكذا في الخازن، وحكى صاحب الجمل عن الشعراني عشرة أبحاث في تفسير الآية فارجع إليه.
(٢) قال القاري: قوله جحد آدم أي ذلك لأنه كان في عالم الذر، فلم يستحضره حالة مجئ ملك الموت له، وقوله: نسى ابن آدم، إشارة إلى أن الجحد كان نسياناً أيضاً إذ لا يجوز جحده عناداً، انتهى. ثم الحديث يخالفه ما سيأتي في آخر كتاب التفسير من أنه أعطاه من عمره ستين سنة، وسيأتي الجمع هنالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>