(٢) ولو سلم فقد قال العلماء: لم يكن ذلك شركاً في العبادة ولا أن الحارث رب لهما لأن آدم عليه السلام كان بنبياً معصوماً من الشرك، ولكن قصدا بالتسمية أن الحارث كان سبب نجاة الولد وسلامته، وقد يطلق اسم العبد على من لا يراد به أنه مملوك، كما قال الشاعر: وإني لعبد الضيف ما دام ثاوياً أخبر عن نفسه أنه عبد الضيف مع بقاء الحرية، وإنما أراد بالعبودية خدمة الضيف، فكذلك هاهنا، وغنما أخبر عن آدم عليه السلام بقوله سبحانه {جَعَلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين، فمنصب النبوة أشرف المناصب وأعلاها، فعاتبه الله عز وجل لأنه نظر إلى السبب ولم ينظر إلى المسبب، كذا في الخازن.