للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضله، وهذا يقتضي جوازاً في غيره بل فضلا فيه، وصرح بما يكنزه لآخرته فقال: لسان إلخ.

قوله [أما إنهم لم يكونوا إلخ] لكنهم عاملوا بهم معاملة الأرباب في امتثال أوامرهم حسب ما لم يأمر به (١) شريعتهم كما يفعله مسترشدو زماننا في إطاعة مرشيدهم، وإن خالف الشرع الشريف.

قوله [والله ورسوله أعلم] أي بما هو أولى (٢) أن يفعل بالمنافقين، أو المعنى الله ورسوله أعلم بما كان بي إذا من شدة الغضب وفورانه حيث لم يقدر على السكوت وعدم التعرض مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيكون اعتذاراً وجواباً عما عسى أن يسأل أن عمر كيف أقدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- واجترأ على مقالته التي ذكرت وذكر الرسول مع أن الله هو العليم بما في صدور الرجال لما أنه يطلع رسوله على


(١) ففي الدر من رواية البيهقي في الشعب عن حذيفة، قال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم أطاعوهم في معصية الله، قال الخازن: يعني أنهم أطاعوهم في معصية الله، وذلك أنهم أحلوا لهم أشياء وحرموا عليهم أشياء من قبل أنفسهم فأطاعوهم فيها، قال البيضاوي: أما طاعة الرسول وسائر من أمر الله بطاعته فهو في الحقيقة طاعة الله.
(٢) ولفظ البخاري في التفسير: قال: فعجبت بعد من جراءتي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله ورسوله أعلم، قال الحافظ: ظاهرة أنه من قول عمر، ويحتمل أن يكون من قول ابن عباس، وقد روى الطبري من طريق الحكم بن أبان في نحو هذه القصة قال ابن عباس: فالله أعلم أي صلاة كانت، وما خادع محمد أحداً قط، انتهى. قلت: لكن ظاهر سياق الترمذي كالنص على أنه مقولة عمر في حديث، ولا ينافيه أن يكون مثل هذا الكلام من مقولة ابن عباس أيضاً في حديث آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>