(٢) قال الخازن: البراق اسم للدابة التي ركبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسرى به، واشتقاقه من البرق لسرعته أو لشدة صفائه وبياضه ولمعاه وتلألؤه، والمراد بربطة بالحلقة الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب، وأن ذلك لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله تعالى، انتهى. (٣) ففي المرقات: (قمت في الحجر) أي في موضع بدئ بي الصعود أولا لينجلى لي الشهود ثانياً، انتهى. (٤) قال الحافظ: زاد سعيد بن منصور عن سفيان في آخر الحديث: وليست رؤيا منام، واستدل به على إطلاق لفظ الرؤيا على ما يرى بالعين في اليقظة، وأنكره الحريري تبعاً لغيره، وقالوا: إنما يقال رؤيا في المنام، وأما التي في اليقظة فيقال رؤية، وممن استعمل الرؤيا في اليقظة المتنبي في قوله: ورؤياك أحلى في العيون من الغمض انتهى. وفي العيني: قال ابن الأنباري: الرؤية يقل استعمالها والرؤيا يكثر استعمالها في المنام، ويجوز استعمال كل منهما في المعنيين، انتهى. قال الخازن: الأكثرون من المفسرين على أنها المراد بها ما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج من العجائب، قال ابن عباس: هي رؤيا عين أريها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج وهو قول سعيد بن جبير والحسن ومسروق وقتاده ومجاهد وغيرهم، والعرب تقول: رأيت بعيني رؤية ورؤيا، وقيل: أراد بهذه الرؤيا ما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية أنه دخل مسكة هو وأصحابه فعجل المسير إلى مكة قبل الأجل فصده المشركون، فكان رجوعه في ذلك العام بعد ما أخبر أنه يدخلها فتنة لبعضهم، ثم دخل مكة في العام المقبل وانزل الله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ {وقيل: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى= =في المنام أن ولد الحكم بن أمية يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة فساءه ذلك، فان قيل: هاتان الواقعتان كانتا بالمدينة والسورة مكية، أجيب بأنه لا إشكال فيه فأنه لا يبعد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ذلك بمكة ثم كان ذلك حقيقة في المدينة، انتهى.