للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: [والأرضين على ذه إلخ] ولا ينافيه ما ورد من أن الأرض (١) تبسط ما فيها من الآكام الجبال وتسوي شيئاً واحداً، لأن البسط لعله بعد ما يفعل هذا ليرى قدرته.

قوله: [وحنى جبهته وأصغى أذنيه] تصوير للانتظار وتأكيد لتقريب الأمر. قوله: [على البشر] فيه دلالة على أن العام على عمومه، وقوله صلى الله عليه وسلم: [فإذا موسى إلخ] تسليم لما فهمه الصحابي من العموم، وتعليم للتأويل في كلامه (٢) بحمل الاصطفاء على الاصطفاء في صفة مخصوصة وإن لم يقصده المتكلم، فعلم أن


(١))) كما أخرج السيوطي من الآثار في قوله تعالى: «وإذا الأرض مدت» واختلفوا متى يقع ذلك، فقيل: ما بين النفختين، وقيل: بعد الحشر، ورجح القرطبي الأول، قلت: ويؤيده ما أخرجه السيوطي من الروايات المفصلة في النفختين في أخر سورة الزمر.
(٢))) قال الحافظ في قوله: أو كان ممن استثنى الله: أي فلم يكن ممن صعق، أي فإن كان أفاق قبلي فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممن استثنى الله لم يصعق فهي فضيلة أيضاً، ووقع في حديث أبي سعيد: فلا أدري أكان فيمن صعق، أي فأفاق قبلي، أم حوسب بصعقته الأولى، وبين ذلك ابن فضل في روايته بلفظ: أحوسب بصعقته يوم الطور، والجمع بينه وبين قوله: أو كان ممن استثنى الله أن في رواية ابن الفضل وأبي سعيد بيان السبب في الاستثناء والمراد بقوله: من استثنى الله قوله: إلا من شاء الله، وأغرب الداودي فقال: معنى قوله: استثنى الله أي جعله ثانياً، وهو غلط شنيع، وقد وقع في مرسل الحسن في هذا الحديث: أكان ممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة، أو بعث قبلي، وزعم ابن القيم في كتاب الروح أن هذه الرواية وهو قوله: أكان من استثنى الله وهم من بعض الرواة، والمحفوظ: أو جوزي بصعقة الطور، إلى آخر ما بسطه الحافظ، وقال العيني: إن قلت: نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، وقال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، فما وجه التوفيق؟ قلت: منها أن ذلك قبل العلم بأنه أفضل، ومنها أنه نهى عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص بعضهم فإنه كفر، ومنها أنه نهى عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة، كما في الحديث من لطم المسلم اليهودي، ومنها أنه تواضع، إلى آخر ما ذكره، تنتهي مختصراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>