للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماضية. قوله [فأبى أن يدعه] أي أبي الأعرابي أن يدع الأنصاري ليفعل فعله الذي يريد، يعني أبي الأعرابي من أن يدعه أي يترك الأنصاري يشرب الماء، أو يترك جمله يشرب الماء، أو إسناد شرب الناقة إلى الأنصاري ففيه مجاز.

قوله [أبشر] لدلالة فعله صلى الله عليه وسلم على رضائه منه وأنه لم يسخط عليه.

قوله [وفي غزوة تبوك] هذا سهو (١) من الراوي، ثم في تلك الأحاديث أسئلة (٢): أولاها أن المراد بالأذل في الروايات المهاجرون، وظاهر


(١) وإليه مال المحشى إذ حكى عن شيخ المشايخ مولانا محمد إسحاق الدهاوي أن ما سيأتي في الحديث الآتي من غزوة بني المصطلق هو الصحيح، انتهى. وقال الحافظ في الفتح تحت حديث زيد بن أرقم (قال: كنت في غزاة، الحديث): وهذه الغزاة وقع في رواية محمد بن كعب عن زيد بن أرقم عند النسائي أنها غزوة تبوك، ويؤيده قوله في رواية زهير: في سفر أصاب الناس فيه شدة، وأخرج عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير مرسلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك نزل منزلاً، فقال عبد الله بن أبي، فذكر القصة، والذي عليه أهل المغازي أنها غزوة بني المصطلق، انتهى. ثم قال في حديث جابر (قال: كنا في غزاة، الحديث): سمى ابن إسحاق هذه الغزوة غزوة بني المصطلق، وكذا وقع عند الإسماعيلي عن سفيان، قال: يرون أن هذه الغزوة غزاة بني المصطلق، وكذا في مرسل عروة، انتهى.
(٢) قلت: وأيَضًا فيه عدة مسائل أخر تظهر بمراجعة روايات هذه القصة: منها ما في هذه الروايات: فذكرت ذلك لعمي، وفي رواية التفسير للبخاري: فذكر ذلك لعمي أو لعمر بالشك، وعم زيد بن أرقم الحقيقي ثابت بن قيس لبس له صحبة، ووقع في سائر الروايات: لعمي بدون الشك، ووقع عند الطبراني وابن مردوديه أن المراد بعمه سعد بن عادة وليس عمه حقيقة، وإنما هو سيد قومه الخزرج، كذا قال الحافظ في الفتح. ومنها ما في ثاني الأحاديث قال زيد: وأنا ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية الحاكم وكذا في الدر برواية جمهور المخرجين قال زيد: وأنا ردف عمي فسمعت، الحديث. ومنها ما في بعض الروايات أنه أخبر عمه، وفي بعضها أنه أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمع بينها الحافظ ابن حجر بأنه لعله راسل أولاً بذلك على لسان عمه، ثم حضر هو بنفسه فأخبر، أو النسبة إليه مجاز أي أخبرته صلى الله عليه وسلم على لسان عمى، انتهى. ومنها غير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>