للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله إلخ، فلما كان كذلك كانوا كأنهم أصابتهم عين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى طوائف أمته وكان اجتماعهم في العصر (١) فوقه في سائر الصلوات دعا لهم بالبركة، وألا تصيبهم عين (٢) فكان ذاك همسه، ولما ناسب هذه القصة المذكورة القصة الآتية في كون كل منهما مشتملة على ازدحام جماعات المسلمين وتوفرهم دفعة وأخذهم في الانتقاص كذلك كان يردفها بالتي تليها. قوله [من يقوم لهؤلاء] أي من ينوبني (٣) فيهم حتى لا يعدلوا عن الطريق.

قوله [ولا يكون فيكم من يعلمه] من العلم (٤) أو التعليم. قوله [أحسب أن إلخ] يعني (٥) أنهم لم يكونوا فسدوا كما فسدوا في زماننا هذا، أو كفسادهم


(١) كما في حديث الباب، وهكذا ذكره السيوطي في الدر، ووقع بعد الفجر كما في روايات أحمد، وأخرج ابن السنى الحديث مختصرًا فيما يقول في دبر صلاة الصبح، ولا مانع من الجمع، فإن الاجتماع لا سيما في الغزوات يكون في الصبح أكثر مع أن هذين الصلاتين وقتا اجتماع الملائكة.
(٢) وأيضًا لا يهلكون بإعجابهم كما هلك أمة نبي تذكر قصته.
(٣) أو من يستطيع أن يبارزهم لكثرتهم كما يدل عليه ما تقدم من لفظ أحمد: لن يروم هؤلاء بشيء، وعلى هذا فمعنى قوله: من يقوم أي مبارزًا لهم، وأما على ما أفاده الشيخ فيكون من قولهم: قام بالأمر وأقامه حفظه ولم يضيعه.
(٤) وبسط الدميري القصة في لفظ الدابة، وحكى عن ابن بشكوال كان اسم الملك يوسف ذانواس واسم الراهب فيتمون.
(٥) يعني أن المراد بالإسلام كونهم على دينهم وعد فسادهم، واحتاج إلى ذلك لما أن الإسلام المعروف بمعنى دين محمد لم يشرع بعد، وفي المعالم روى عطاء عن ابن عباس قال: كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له يوسف ذوانواس بن شراجيل في الفترة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له عبد الله بن تامر، وكان أبوه قد سلمه إلى معلم يعلمه السحر، فكره ذلك العلام ولم يجد بدًا من طاعة أبيه، فجعل يختلف إلى المعلم وكان في طريقه راهب جن للقراءة حسن الصوت فأعجبه ذلك، وذكر قريبًا من معنى صهيب، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>