للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضع النبي لزيادة في الرسالة نسبة النبوة، وإنما رد عليه (١) ذلك لأن الصيغة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم أقرب إلى الإجابة. وإن كان الدعاء جائزًا مستحابًا بما شاء، وأما ما يقال من أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رد عليه لأن الرسالة قد كانت ذكرهن في قوله: أرسلت، فأراد أن يحرز فضيلة النبوة أيضًا فإن في معناها؟ ؟ ؟ (٢)، فيخدشه أن الواقع في الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا هو رسولك (٣) الذي أرسلت في غير هذا الدعاء.

قوله [وأنت على وضوء] ولا ينبغي أن يترك الدعاء أصلاً لفوت الوضوء.


(١) وقال الحافظ: أولى ما قيل في حكمة الرد أن ألفاظ الأذكار توفيقية ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به، انتهى. كذا في البذل.
(٢) قال الراغب: التي بغير همز، قال النحويون: أصله الهمزة فترك همزه، قال بعض العلماء: هو من النبوة أي؟ ؟ ؟ ، وسمى نبيًا لرفعه محله عن سائر الناس المدلول عليه بقوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} فالنبي بغير الهمز أبلغ من النبي بالهمز، لأنه ليس كل منبئ رفيع القدر، ولذا قال عليه السلام لمن قال: يا نبئ الله: لست بنبئ الله ولكن نبي الله، والنبوة والنبأوة الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، انتهى.
(٣) لقد حكى الحافظ عن الترمذي من حديث رافع: ويرسو لك الذي أرسلت، وقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} الآية. {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا} الآية. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى} الآية وغير ذلك من الآيات والروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>