للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم وقيامه على المنبر وتذكيره إياهم، أو يكون بكاؤه أداء للسنة، وأما بكاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قام يعظهم، فأما لتذكره ما يرد على أمته من الأموال بالمعاصي والآثام، أو (١) الموصوف إلى صفته. قوله [من استغفر] أي نادمًا على ما ارتكب عازمًا (٢) تركه وإن فعل مراراً. قوله [اشركنا في دعائك] فيه (٣) طلب الفاضل من دعاء المفضول.


(١) بياض في الأصل بعد ذلك، وقال القاري: قيل: إنما بكي لأنه علم وقوع أمته في الفتن وغلبة الشهوة والحرص على جمع المال وتحصيل الجاه، فأمرهم بطلب العفو والعافية لعصمهم من الفتن، وقال أيضاً: الحديث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم، انتهى.
(٢) إشارة إلى أن مجرد التلفظ بالاستغفار لا يكفي في التكفير، ولذا قال الربيع بن خثيم: لا يقل أحدكم: استغفر الله وأتوب إليه، فيكون ذنبًا وكذبًا، بل يقول: اللهم اغفر لي، قال الجزري: ليس كما فهم بعض أئمتنا أن الاستغفار على هذا الوجه يكون كذبًا بل هو ذنب، فإنه إذا استغفر عن قلب لا، لا يستحضر طلب المغفرة ولا يلجأ إلى الله بقلبه، فإن ذلك ذنب عقابه الحرمان، وهذا كقول رابعة: استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير، وأما إذا قال: أتوب إلى الله ولم يتب فلا شك أنه كذب، انتهى.
(٣) وقال القاري: فيه إظهار الخضوع والمسكنة في مقام العبودية بالتماس الدعاء ممن عرف له الهداية، وحث للأمة على الرغبة في دعاء الصالحين وأهل العبادة، وتنبه لهم على أن لا يخصوا أنفسهم بالدعاء ولا يشاركوا فيه أقاربهم وأحبائهم، لا سيما في مظان الإجابة، وتفخيم لشأن عمر رضي الله عنه، وإرشاد إلى ما يحمي دعاءه من الرد، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>