للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [فقد انتصر] أي انتقم، والموازنة (١) بينها مرعية فإن تساوى الظلم والدعاء كان كفافًا، لا له ولا عليه، وإن كان الظلم زائدًا. على دعائه كان له، وإلا كان عليه.

قوله [إن رجلًا كان يدعو بأصبعيه] أي عند الإشارة في القعود (٢). قوله [ثم بكى] أمل بكاء الصديق -رضي الله عنه-، فلعله لما تذكر زمان (٣) النبي


(١) كما هو نص الرواية المفصلة المتقدمة في أول سورة الأنبياء في قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآية، وقد أخرج أبو داود برواية أبي هريرة مرفوعاً: المستبان ما قالا فعلى البادي منها ما لم يعتد المظلوم، زاد في الدر المنثور برواية أحمد وغيره: ثم قرأ {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}، وأخرج أبو داود أيضًا عن عائشة قالت: مرق لها شيء فجعلت تدعو عليه، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تسبخي عنه، وغير ذلك من الروايات.
(٢) أي للتشهد، ولذا ذكر الحديث صاحب المشكاة وغيره في باب التشهد، والظاهر أن الرجل الداعي سعد بن أبي وقاص، كما أخرج أبو داود عنه نحو حديث الباب.
(٣) ويؤيده لفظ ابن ماجة يقول: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في مقامي هذا عام الأول ثم بكى أبو بكر، الحديث. ولفظ أحمد: يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم من عام الأول، ثم استعبر أبو بكر، الحديث. وأوضح منهما ما في رواية أخرى لأحمد من حديث رفاعة يقول: سمعت أبا بكر الصديق يقول على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، فبكى أبو بكر -رضي الله عنه- حين ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم سرى عنه، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في هذا القيظ عام الأول، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>