للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [وأفضل العبادة انتظار الفرج] لأن فيه ترقباً (١) لرحمة ربه ورجاء منه ومسألة من كرمه: قول [إذًا نكثر] بصيغة (٢) المتكلم مع الغير من الإكثار.

قوله [قال قل إلخ] إنما كرر الأمر عليه ليجمع إليه قلبه ويكون مقبلاً عليه بحذافيره فيكون أوعى لما يقال وأدرى بمعاني المقال. قوله [يلقي النوى بأصبعيه] أي كان (٣) يجمع الأصبعين فيضع من فيه النواة على ظهرهما فيفتح ما بين الأصبعين حتى يسقط النوي من بينهما على الأرض.


(١) قال القاري: انتظار الفرج أي ارتقاب ذهاب البلاء والحزن بترك الشكاية إلى غيره تعالى وكونه أفضل العبادة، لأن الصبر في البلاء انقياد للقضاء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، انتهى.
(٢) قال القاري: أي نكثر من الدعاء لعظيم فوائده، ثم بسط في إعرابه، ثم قال: والله أكثر بالمثلثة، وفي نسخة بالوحدة، فمعناه الله أكبر من أن يستكبر عليه شيء، وأما على الأول فقال الطيبي: الله أكثر إجابة من دعائكم، والأظهر عندي أن معناه فضل الله أكثر، أي ما يعطى من فضله وسعة كرمه أكثر ما يعطيكم في مقابلة دعائكم، أو الله أغلب في الكثرة فلا تعجزونه في الاستكثار. فإن خزائنه لا تنفد وعطاياه لا تفنى، انتهى.
(٣) بياض في الأصل بعد ذلك، وقال القاري: قيل: إنما بكي لأنه علم وقوع أمته في الفتن وغلبة الشهوة والحرص على جمع المال وتحصيل الجاه، فأمرهم بطلب العفو والعافية لعصمهم من الفتن، وقال أيضَا: الحديث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>