للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر] إنما كان ذلك سبقه (١) من لسانه بناء على ما كان من عادته من ذكرهما معًا (٢) إذا ذكر نفسه، وأما توجيهه بأنه (٣) قال ذلك اتكالاً على إيمانهما ووثوقًا فليس فيه كثير مدح.


(١) ليس المراد أنه سبق ذكرهما بدون القصد، بل جاء تصورهما معًا لرؤية هذه الأعجوبة بشدة تعلقه بهما، فكان قصدهما بالذكر لاعتياد اللسان بذكرهما.
(٢) كما يدل عليه ما في المشكاة برواية الشيخين عن ابن عباس قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: يرحمك الله، إني لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، ودخلت وأبو بكر وعمر، وخرجت وأبو بكر وعمر، فالتفت فإذا علي بن أبي طالب.
(٣) وهو المعروف عند الشراح ومختارهم في معنى الحديث، ففي المرقاة: قال ابن حجر: هو محمول على أنه صلى الله عليه وسلم كان أخبرهما به فصدقاه، أو أطلق ذلك لما اطلع عليه من أنهما يصدقان بذلك ولا يترددان فيه، قال القاري: والأخير هو الصحيح لما يدل عليه مقام المدح، وكما يشعر إيه قول الراوي: وما هما ثم، وإلا فكل مؤمن يصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبره به، فلابد من وجه يميزهما عن غيرهما، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>